يُعَدُّ مرض الربو عند الأطفال من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة حول العالم، حيث يُصاب به 12.5٪ من الأطفال. ويعتبر الربو مرضًا التهابيًا مزمنًا يصيب الشعب الهوائية، وتتغير أعراضه بين الخفيفة والشديدة والمتقطعة والمزمنة. ومن الأهمية بمكان عدم تجاهل الأعراض الخفيفة، حيث إذا تم تجاهلها فقد تؤدي إلى تفاقم حالة الربو وتعريض الطفل لخطر الإصابة بضيق التنفس الشديد وفي حالات نادرة قد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
ما هي العوامل المسببة لمرض الربو عند الأطفال؟
الوراثة:
يُعتبر الوراثة عاملاً مهماً في الإصابة بمرض الربو، حيث يرتبط الميل للحساسية والربو بالجينات الموروثة من الأبوين. ويُشير موقع متخصص في مرض الربو إلى أن نسبة إصابة الأطفال بالربو تصل إلى 50% إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالحساسية أو الربو، وتزيد إلى 75% إذا كان كلا الوالدين مصاباً بالحساسية أو الربو، وتزداد هذه النسبة بشكل كبير إذا كانت الأم نفسها مصابة بالربو
التدخين:
يعتبر التدخين مصدراً رئيسياً للتلوث الداخلي، ويتسبب في إطلاق مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية الضارة في الهواء، مما يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي لدى الأطفال. يجب على الآباء والأمهات تجنب التدخين داخل المنزل لتقليل احتمالية الإصابة بمرض الربو لدى الأطفال.
غبار المنزل:
عنوان موضوع يشير إلى أن غبار المنزل وقراد الغبار يزيدان من احتمالية الإصابة بمرض الربو لدى الأطفال. ويعد غبار المنزل عاملاً خطيراً لأنه يحتوي على جسيمات دقيقة ومسببات حساسية قد تسبب الربو لدى الأطفال، ويمكن تقليل احتمالية الإصابة بالربو عن طريق تنظيف المنزل بشكل دوري وتجنب التراكمات الكبيرة من الغبار.
الولادات المبكرة:
أظهرت الدراسات أن الربو ينتشر بشكل أكبر بين الأطفال الخدج (ولادتهم في أقل من 36 أسبوعًا من الحمل)، مما يجعل الولادات المبكرة عاملاً يزيد من احتمالية الإصابة بالربو لدى الأطفال.
التعرض لتلوث الهواء :
يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الربو. يعتبر التلوث الهوائي نوعًا من التلوث البيئي الذي يحدث بسبب انبعاثات مصادر مثل الصناعات والمركبات والمصانع والمداخن. يزيد التلوث الهوائي من تعرض الأطفال للمواد الضارة والملوثة، ويؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بالربو.
على الرغم من أن التلوث الهوائي يؤثر على الصحة بشكل عام، إلا أن الأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي هم الأكثر تأثرًا به.
كيف يتم تشخيص الربو عند الاطفال؟
يمكن أن يكون تشخيص الربو عند الأطفال صعبًا لبعض الأطباء، حيث يمكن أن تكون هناك حالات أخرى مسؤولة عن أعراض مشابهة للربو. ومن أجل تحديد تشخيص الربو، يمكن إجراء اختبار قياس التنفس الذي يساعد في تحديد تدفق الهواء في المسالك الهوائية للطفل. وعند استخدام الدواء الموسع للمجرى التنفسي وحصوله على نتيجة إيجابية، فإن ذلك يدل على وجود الربو. ويمكن أن تكون نزلات البرد الأولى التي تحدث في فصل الشتاء مسؤولة عن 90٪ من حالات الربو عند الأطفال.
كيفية إجراء اختبار قياس التنفس :
اعراض الربو عند الأطفال ؟
تعد أعراض الربو لدى الأطفال شائعة ومتنوعة، وتشمل :
- السعال والزفير
- ضيق التنفس
- تسارع في نبضات القلب وتعرق شديد
- شعور بالإرهاق والتعب وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي
يتسبب التهاب بطانة مجرى الهواء عند الأطفال المصابين بالربو في تضيق المجاري التنفسية، مما يسبب صعوبة في التنفس.
تختلف أعراض الربو من طفل لآخر، فقد يعاني بعض الأطفال من السعال الليلي دون وجود أعراض أخرى، في حين يعاني البعض الآخر من نزلات البرد المتكررة في الصدر. ومن المهم مراقبة أعراض الأطفال واستشارة الطبيب إذا كان هناك أي اشتباه بالإصابة بالربو.
كيفية التعرف على شدة الربو عند الأطفال
إذا كنت ترغب في معرفة ما إذا كان الربو عند طفلك شديدًا، فيجب عليك الانتباه إلى المؤشرات التالية:
- يجلس الطفل ويتجنب الاستلقاء.
- يتوقف عن الأكل ولا يستطيع الكلام جيدًا خلال المشي.
- يسمع صفيرًا بوضوح عند التنفس.
- بشرته شاحبة ويبدو سريع الانفعال وتنفسه سريعًا.
يجب على الوالدين توخي الحذر والملاحظة في حالة تواجد أي من هذه العلامات، حيث يمكن أن تشير إلى نوبة ربو شديدة ويحتاج الطفل إلى الرعاية الطبية الفورية. عندما يتم تحديد شدة الربو بدقة، فإن ذلك يساعد في السيطرة على الأعراض وتجنب المضاعفات المحتمل
ما الذي تستطيع القيام به عند تأكد إصابة طفلك بالربو؟
ذا تم تشخيص إصابة طفلك بالربو، فلا داعي للقلق. يمكنك التحدث مع الطبيب المتخصص في أقرب وقت ممكن لتتبع ومراقبة أعراض الربو والحفاظ على السيطرة على النوبات بتحديد المحفزات وتجنبها قدر الإمكان. كما يمكن البدء في تناول العلاج المناسب لضمان تمكن طفلك من ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي. يجب مراجعة الطبيب بشكل منتظم والإبلاغ عن أي تغيير في أعراض الربو أو تأثيرها على حياة الطفل.
هل يمكن للأطفال التخلص من الربو بشكل نهائي؟
لا توجد أدلة قاطعة تفيد بذلك. ومع ذلك، يمكن للأطفال المصابين بالربو أن يعيشوا حياة صحية ونشطة عن طريق التعامل مع حالتهم بشكل فعال. يجب على الآباء والأمهات التركيز على الكشف المبكر والتتبع الجيد لحالة الطفل والالتزام بخطة العلاج الموصوفة من قبل الطبيب المختص. يمكن لتجنب المحفزات التي تسبب النوبات الحادة أن يقلل من عددها، مما يساعد الأطفال على ممارسة نشاطاتهم اليومية بشكل طبيعي.
تعليقات
إرسال تعليق